أدب و أدباء - تحرره نوال شلباية

صنع الله إبراهيم .. “ضمير الأدب المصري”

محمد جرامون

اليوم ١٣ أغسطس ٢٠٢٥ قال القدر كلمته وآُسدل الستار عن رحلة عطاء كبيرة لموهبة أدبية روائية مصرية صاحبة مواقف ومبادئ ألا وهو الاديب الروائى صنع الله إبراهيم.

ويُعد صنع الله إبراهيم أحد أبرز أعلام الرواية العربية المعاصرة، وكاتبًا صاحب موقف، ارتبط اسمه دائمًا بالصدق الفني والالتزام الوطني، حتى صار في نظر كثيرين “ضمير الأدب المصري” وعلامة من علامات الأدب المصرى.

وله مجموعة متنوعة من الأعمال المميزة، دخلت بعضها فى قائمة أفضل مائة رواية عربية.

وُلد صنع الله إبراهيم في القاهرة عام 1937، وتخرّج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1958، وانخرط مبكرًا في النشاط السياسي، وانتمى إلى الحركة الشيوعية المصرية، ما أدى إلى اعتقاله بين عامي 1959 و1964، وهي التجربة التي وثقها لاحقًا في روايته الشهيرة تلك الرائحة.

وأهم ما يميز أدب صنع الله إبراهيم أنه يمزج بين الأدب والتوثيق، حيث يعتمد في أعماله على دمج الأحداث الواقعية بالخيال السردي، مستعينًا بالصحف والمصادر التاريخية.

هذه التقنية منحته أسلوبًا مميزًا، جعل من رواياته مثل اللجنة وشرف وأمريكانلي شهادات أدبية على عصره.

ومن أشهر أعماله: رواية “شرف” التي تحتلُّ المرتبةَ الثالثة ضمن أفضل مائة رواية عربية، و”اللجنة”، و”ذات”، و”الجليد”، و”نجمة أغسطس”، و”بيروت بيروت”، و”النيل مآسي”، و”وردة”، و”العمامة والقبعة”، و”أمريكانلي”، وغيرها من الأعمال الأدبية التي تحظى بمكانة متميزة في عالم الأدب.

وعلى الرغم من تكريمه بالعديد من الجوائز، فإن صنع الله إبراهيم اشتهر بمواقفه ومبادئة، أبرزها رفضه تسلّم جائزة الدولة التقديرية عام 2003 اعتراضًا على السياسات الحكومية آنذاك، وهو ما أثار ضجة واسعة في الأوساط الثقافية.

ويمتلك صنع الله إبراهيم إرثاً أدبياً وفكرياً حيث يُنظر إلية ككاتب مقاوم للتطبيع الثقافي، ومنحاز دومًا إلى قضايا الفقراء والمهمشين.

وقد ترك بصمة لا تُمحى في الرواية العربية، حيث لم يكتف بسرد الحكايات، بل جعل من الأدب أداة لمساءلة السلطة وكشف تناقضات المجتمع.

يبقى صنع الله إبراهيم مثالًا للمثقف الذي لم ينحنِ أمام الإغراءات، وواصل الكتابة بصدق حتى صار شاهدًا على زمنه، وصوتًا للحق في وجه الصمت.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى